يخاطب الإمام أبو حنيفة النعمان الرسول (ص) قائلاً :
جئتك يا خير الخلائق راجياً رضاك محتمياً بحماك وكلّي شوق إليك، وأنا مغرم بك، ولولاك ما خلق الله الخلائق، اكتسيت من البدر نوره، والشمس أشرقت بنور طلعتك، فلما سرى بك الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تزيّنت السماء لمسراك، وأقبلت على ربك فقرّبك واصطفاك، أيّها الشفيع المختار الذي شفع لأبيه آدم أكله من الشجرة، فاجتباه ربّه وهدى، وتوسّل بك الخليل لما أوقدوا له النار فكانت نارهم برداً وسلاما، وبشّر ببعثتك المسيح ابن مريم أيّها الرسول الكريم، واحتمى بحماك موسى وتوسّل بك يوم الدين، وسار خلف لوائك الأنبياء والرسل والملائكة والمخلوقين.
ويعدّد الإمام الشاعر المعجزات النبويّة، إعلاماً من الله بصدق الرسول، فيقول مخاطباً النبي - عليه السلام -:
أنت صاحب المعجزات الحقيقيّة والصفات الجليلة، ألم يخبرك ذراع الشاة أنّ المرأة اليهوديّة قد دسّت السم فيه، ويلبي دعوتك الضب، وتستجير بك الغزالة من الذئب، ألم يشتكي إليك الجمل من صاحبه الذي يكلفه ما لا يطيق، وأتتك شجرة النخيل لتتستّر بها ملبية طائعة، ونبع الماء من بين أصابعك، يقول أنس بن مالك: رأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم، قال قتادة قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: زهاء ثلاثمائة رجل، وسبّحت الحصى في يده المباركة، (عن أبي ذر رضي الله عنه قال :" إني لشاهد عند رسول الله في حلقة وفي يده حصى فسبحن في يده وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فسمع تسبيحهن من في الحلقة)، وظلّلك ربك بالغمام، وحنّ إليك الجزع لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر، ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت، إذا وطأت قدماك الثرى فلا أثر لقدميك عليه، وإذا وقفت على الصخر غاصت قدماك فيه، وتبرئ المريض من أسقامه، وتملأ الدنيا ببركتك، ورددت عين قتاده بن النعمان الأنصاري عندما سقطت يوم أحد إلى محجرها فعادت بعد مبصرة، وشفيت ابن الحصين بإذن الله، ولمّا أصاب الرمد علياً في خيبر مسحت عينيه بريقك الطاهر فشفاه ربّه، وامتلأ ضرع شاة أم معبد بالحليب لمّا مسّتها أصابعك الكريمة، وقاتلت الملائكة معك يوم بدر، فانتصرت على المشركين، ومنحك القوّة والتأييد يوم فتح مكّة ونصرك على الأحزاب، ومن بهاء طلعتك تجمّل هود ويونس، ومن نور وجهك اكتسى وجه يوسف بالجمال، ورفعك الله فوق جميع الأنبياء فسبحان من أسراك، واجتباك ربك فليس لك مثيل في عالم الإنس والجن، يعجز الشعراء عن الإحاطة بصفاتك.
ويقول الإمام: قلبي متيّم بحبك أيّها النبي، ونفسي لك عاشقة، فإذا سكتّ عن مدحك فلك الحب الصامت، وإذا نظمت لك الأشعار فلك الحب الناطق، وكلّي أذن سامعة لأحاديثك، وعين لا تبصر سواك، وأنا طامع بجودك وكرمك فمن يستطيع أن يجود علي من الناس سواك، يا أيّها الشافع المشفّع الذي يكرم من التجأ إليه ولا يرده خائباً، اجعل طعام ضيفك أبي حنيفة شفاعة تجعله يسير تحت لوائك يوم القيامة.
ويختم قصيدته مبتهلاً بدوام الصلاة على النبي ما دام مشتاق يحن إليه، وعلى أصحابه الطيّبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا الشاعر فهو
الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي
(80/699 ـ 150/767)
أحد كبار الأئمّة المجتهدين، وعلم من أعلامهم، مولى تميم الله بن ثعلبة، من أهالي كابل، أوّل من بوّب الفقه وحرّر فصوله، ورتّب قياسه، وقال فيه بالرأي، فقيه الملّة، ولد بالكوفة وعمل بها خزّازاً، روى القراءة عرضاً عن الأعمش، وعاصم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم، كان حسن المنطق، حلو اللسان، إماماً في القياس، عالماً عاملاً ورعاً زاهداً عابداً، عني بطلب الآثار وارتحل في ذلك، تابعي لقي عدّة من الصحابة، رأى أنساً، وروى عن عطاء بن أبي رباح وطبقته، وتفقه على حماد بن سليمان، وكان من الأذكياء جامعا بين الفقه والعبادة والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الولاة بل ينفق ويأكل من كسبه، وكانت له دار كبيرة لعمل الخز.
وكان قد أدرك أربعة من الصحابة هم :
أنس بن مالك بالبصرة، وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، استقدمه أبو جعفر المنصور بعد بناء بغداد من الكوفة، وأراد أن يوليه القضاء فأبى، وكان يرفض القضاء أيّام مروان بن محمد.
تتلمذ عليه أبو يوسف، وزفر، ومحمد بن الحسن، والحسن بن زياد، وهم الذين وضعوا مسائل الفقه وأجابوا عليها، وحدّث عنه خلق كثير، أخذ العلم عن حمّاد بن أبي سليمان وصحبه عشر سنين، وسمع كثيراً من علماء التابعين كعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، شدّد شروط الرواية والتحمّل، وضعّف رواية الحديث اليقيني إذا عارضها العقل النفسي فقلّ حديثه، قال الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، ألّف كتاب (الفقه الأكبر) و(العالم والمتعلّم) و(المسند في الحديث) رواية حسن بن زياد اللؤلؤي، و(الردّ على القدريّة) و(المخرج في الفقه) رواية تلميذه أبي يوسف، وينتشر المذهب الحنفي في العراق والشام وآسيا الصغرى، وآسيا الوسطى، وشمال الهند، توفي بالسجن ببغداد، ودفن في مقابر الخيزران، وروي أنّ المنصور سقاه السمّ فمات مسموماً.
القصيدة
يا سيد السادات جئتك قاصدا
أرجو رضاك وأحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق إن لي
قلبا مشوقا لا يروم سواك
وبحق جاهك إنني بك مغرم
والله يعلم أنني أهواك
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ
كلا ولا خلق الورى لولاك
أنت الذي من نور البدر اكتسى
والشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذي لما رفعت إلى السما
بك قد سمت وتزينت لسراك
أنت الذي ناداك ربك مرحبا
ولقد دعاك لقربه وحباك
أنت الذي فينا سألت شفاعة
ناداك ربك لم تكن لسواك
أنت الذي لما توسل آدم
من زلة بك فاز وهو أباك
وبك الخليل دعا فعادت ناره
بردا وقد خمدت بنور سناك
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا
بصفات حسنك مادحا لعلاك
وكذاك موسى لم يزل متوسلا
بك في القيامة محتم بحماك
والأنبياء وكل خلق في الورى
والرسل والأملاك تحت لواك
لك معجزات أعجزت الورى
وفضائل جلت فليس تحاك
نطق الذراع بسمه لك معلنا
والضب قد لباك حين أتاك
والذئب جاءك والغزالة قد أتت
بك تستجير وتحتمي بحماك
وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت
وشكا البعير إليك حين رآك
ودعوت أشجار أتتك مطيعة
وسعت إليك مجيبة لنداك
والماء فاض براحتيك وسبحت
صم الحصى بالفضل في يمناك
وعليك ظللت الغمامة في الورى
والجذع حن إلى كريم لقاك
وكذاك لا أثر لمشيك في الثرى
والصخر قد غاصت به قدماك
وشفيت ذا العاهات من أمراضه
وملأت كل الأرض من جدواك
ورددت عين قتادة بعد العمى
وأبن الحصين شفيته بشفاك
وعلي من رمد به داويته
في خيبر فشفى بطيب لماك
ومسست شاة لأم معبد بعدما
نشفت فدرت من شفا رقياك
في يوم بدر قد أتتك ملائك
من عند ربك قاتلت أعداك
والفتح جاءك بعد فتحك مكة
والنصر في الأحزاب قد وافاك
هود ويونس من بهاك تجملا
وجمال يوسف من ضياء سناك
قد فقت يا طه جميع الأنبياء
طرا فسبحان الذي أسراك
والله يا ياسين مثلك لم يكن
في العالمين وحق نباك
عن وصفك الشعراء عجزوا
وكلوا عن صفات علاك
بك لي فؤاد مغرم يا سيدي
وحشاشة محشوة بهواك
فإذا سكت ففيك صمتي كله
وإذا نطقت فمادحا علياك
وإذا سمعت فعنك قولا طيبا
وإذا نظرت فما أرى إلاك
أنا طامع بالجود منك ولم يكن
لمثلي في الأنام سواك
فلأنت أكرم شافع ومشفع
ومن التجى بحماك نال رضاك
فاجعل قراى شفاعة لي في غد
فعسى أرى في الحشر تحت لواك
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما حن مشتاق إلى لقياك
وعلى صحابتك الكرام جميعهم
والتابعين وكل من والك
_________________
اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ، وأعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما لم أعلم .اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ، ومن ليلة السوء ، ومن ساعة السوء ، ومن صاحب السوء ، ومن جار السوء في دار المقامة . لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم . اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار .اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني . اللهم ارزقني حُبك وحُب من ينفعني حُبّهُ عندك ، اللهم مارزقتني مما أُحبُ فاجعله قوة لي فيما تحب ، اللهم ما زويت عني مما أُحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب.
جئتك يا خير الخلائق راجياً رضاك محتمياً بحماك وكلّي شوق إليك، وأنا مغرم بك، ولولاك ما خلق الله الخلائق، اكتسيت من البدر نوره، والشمس أشرقت بنور طلعتك، فلما سرى بك الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تزيّنت السماء لمسراك، وأقبلت على ربك فقرّبك واصطفاك، أيّها الشفيع المختار الذي شفع لأبيه آدم أكله من الشجرة، فاجتباه ربّه وهدى، وتوسّل بك الخليل لما أوقدوا له النار فكانت نارهم برداً وسلاما، وبشّر ببعثتك المسيح ابن مريم أيّها الرسول الكريم، واحتمى بحماك موسى وتوسّل بك يوم الدين، وسار خلف لوائك الأنبياء والرسل والملائكة والمخلوقين.
ويعدّد الإمام الشاعر المعجزات النبويّة، إعلاماً من الله بصدق الرسول، فيقول مخاطباً النبي - عليه السلام -:
أنت صاحب المعجزات الحقيقيّة والصفات الجليلة، ألم يخبرك ذراع الشاة أنّ المرأة اليهوديّة قد دسّت السم فيه، ويلبي دعوتك الضب، وتستجير بك الغزالة من الذئب، ألم يشتكي إليك الجمل من صاحبه الذي يكلفه ما لا يطيق، وأتتك شجرة النخيل لتتستّر بها ملبية طائعة، ونبع الماء من بين أصابعك، يقول أنس بن مالك: رأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم، قال قتادة قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: زهاء ثلاثمائة رجل، وسبّحت الحصى في يده المباركة، (عن أبي ذر رضي الله عنه قال :" إني لشاهد عند رسول الله في حلقة وفي يده حصى فسبحن في يده وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فسمع تسبيحهن من في الحلقة)، وظلّلك ربك بالغمام، وحنّ إليك الجزع لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر، ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت، إذا وطأت قدماك الثرى فلا أثر لقدميك عليه، وإذا وقفت على الصخر غاصت قدماك فيه، وتبرئ المريض من أسقامه، وتملأ الدنيا ببركتك، ورددت عين قتاده بن النعمان الأنصاري عندما سقطت يوم أحد إلى محجرها فعادت بعد مبصرة، وشفيت ابن الحصين بإذن الله، ولمّا أصاب الرمد علياً في خيبر مسحت عينيه بريقك الطاهر فشفاه ربّه، وامتلأ ضرع شاة أم معبد بالحليب لمّا مسّتها أصابعك الكريمة، وقاتلت الملائكة معك يوم بدر، فانتصرت على المشركين، ومنحك القوّة والتأييد يوم فتح مكّة ونصرك على الأحزاب، ومن بهاء طلعتك تجمّل هود ويونس، ومن نور وجهك اكتسى وجه يوسف بالجمال، ورفعك الله فوق جميع الأنبياء فسبحان من أسراك، واجتباك ربك فليس لك مثيل في عالم الإنس والجن، يعجز الشعراء عن الإحاطة بصفاتك.
ويقول الإمام: قلبي متيّم بحبك أيّها النبي، ونفسي لك عاشقة، فإذا سكتّ عن مدحك فلك الحب الصامت، وإذا نظمت لك الأشعار فلك الحب الناطق، وكلّي أذن سامعة لأحاديثك، وعين لا تبصر سواك، وأنا طامع بجودك وكرمك فمن يستطيع أن يجود علي من الناس سواك، يا أيّها الشافع المشفّع الذي يكرم من التجأ إليه ولا يرده خائباً، اجعل طعام ضيفك أبي حنيفة شفاعة تجعله يسير تحت لوائك يوم القيامة.
ويختم قصيدته مبتهلاً بدوام الصلاة على النبي ما دام مشتاق يحن إليه، وعلى أصحابه الطيّبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا الشاعر فهو
الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي
(80/699 ـ 150/767)
أحد كبار الأئمّة المجتهدين، وعلم من أعلامهم، مولى تميم الله بن ثعلبة، من أهالي كابل، أوّل من بوّب الفقه وحرّر فصوله، ورتّب قياسه، وقال فيه بالرأي، فقيه الملّة، ولد بالكوفة وعمل بها خزّازاً، روى القراءة عرضاً عن الأعمش، وعاصم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم، كان حسن المنطق، حلو اللسان، إماماً في القياس، عالماً عاملاً ورعاً زاهداً عابداً، عني بطلب الآثار وارتحل في ذلك، تابعي لقي عدّة من الصحابة، رأى أنساً، وروى عن عطاء بن أبي رباح وطبقته، وتفقه على حماد بن سليمان، وكان من الأذكياء جامعا بين الفقه والعبادة والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الولاة بل ينفق ويأكل من كسبه، وكانت له دار كبيرة لعمل الخز.
وكان قد أدرك أربعة من الصحابة هم :
أنس بن مالك بالبصرة، وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، استقدمه أبو جعفر المنصور بعد بناء بغداد من الكوفة، وأراد أن يوليه القضاء فأبى، وكان يرفض القضاء أيّام مروان بن محمد.
تتلمذ عليه أبو يوسف، وزفر، ومحمد بن الحسن، والحسن بن زياد، وهم الذين وضعوا مسائل الفقه وأجابوا عليها، وحدّث عنه خلق كثير، أخذ العلم عن حمّاد بن أبي سليمان وصحبه عشر سنين، وسمع كثيراً من علماء التابعين كعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، شدّد شروط الرواية والتحمّل، وضعّف رواية الحديث اليقيني إذا عارضها العقل النفسي فقلّ حديثه، قال الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، ألّف كتاب (الفقه الأكبر) و(العالم والمتعلّم) و(المسند في الحديث) رواية حسن بن زياد اللؤلؤي، و(الردّ على القدريّة) و(المخرج في الفقه) رواية تلميذه أبي يوسف، وينتشر المذهب الحنفي في العراق والشام وآسيا الصغرى، وآسيا الوسطى، وشمال الهند، توفي بالسجن ببغداد، ودفن في مقابر الخيزران، وروي أنّ المنصور سقاه السمّ فمات مسموماً.
القصيدة
يا سيد السادات جئتك قاصدا
أرجو رضاك وأحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق إن لي
قلبا مشوقا لا يروم سواك
وبحق جاهك إنني بك مغرم
والله يعلم أنني أهواك
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ
كلا ولا خلق الورى لولاك
أنت الذي من نور البدر اكتسى
والشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذي لما رفعت إلى السما
بك قد سمت وتزينت لسراك
أنت الذي ناداك ربك مرحبا
ولقد دعاك لقربه وحباك
أنت الذي فينا سألت شفاعة
ناداك ربك لم تكن لسواك
أنت الذي لما توسل آدم
من زلة بك فاز وهو أباك
وبك الخليل دعا فعادت ناره
بردا وقد خمدت بنور سناك
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا
بصفات حسنك مادحا لعلاك
وكذاك موسى لم يزل متوسلا
بك في القيامة محتم بحماك
والأنبياء وكل خلق في الورى
والرسل والأملاك تحت لواك
لك معجزات أعجزت الورى
وفضائل جلت فليس تحاك
نطق الذراع بسمه لك معلنا
والضب قد لباك حين أتاك
والذئب جاءك والغزالة قد أتت
بك تستجير وتحتمي بحماك
وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت
وشكا البعير إليك حين رآك
ودعوت أشجار أتتك مطيعة
وسعت إليك مجيبة لنداك
والماء فاض براحتيك وسبحت
صم الحصى بالفضل في يمناك
وعليك ظللت الغمامة في الورى
والجذع حن إلى كريم لقاك
وكذاك لا أثر لمشيك في الثرى
والصخر قد غاصت به قدماك
وشفيت ذا العاهات من أمراضه
وملأت كل الأرض من جدواك
ورددت عين قتادة بعد العمى
وأبن الحصين شفيته بشفاك
وعلي من رمد به داويته
في خيبر فشفى بطيب لماك
ومسست شاة لأم معبد بعدما
نشفت فدرت من شفا رقياك
في يوم بدر قد أتتك ملائك
من عند ربك قاتلت أعداك
والفتح جاءك بعد فتحك مكة
والنصر في الأحزاب قد وافاك
هود ويونس من بهاك تجملا
وجمال يوسف من ضياء سناك
قد فقت يا طه جميع الأنبياء
طرا فسبحان الذي أسراك
والله يا ياسين مثلك لم يكن
في العالمين وحق نباك
عن وصفك الشعراء عجزوا
وكلوا عن صفات علاك
بك لي فؤاد مغرم يا سيدي
وحشاشة محشوة بهواك
فإذا سكت ففيك صمتي كله
وإذا نطقت فمادحا علياك
وإذا سمعت فعنك قولا طيبا
وإذا نظرت فما أرى إلاك
أنا طامع بالجود منك ولم يكن
لمثلي في الأنام سواك
فلأنت أكرم شافع ومشفع
ومن التجى بحماك نال رضاك
فاجعل قراى شفاعة لي في غد
فعسى أرى في الحشر تحت لواك
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما حن مشتاق إلى لقياك
وعلى صحابتك الكرام جميعهم
والتابعين وكل من والك
_________________
اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ، وأعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما لم أعلم .اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ، ومن ليلة السوء ، ومن ساعة السوء ، ومن صاحب السوء ، ومن جار السوء في دار المقامة . لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم . اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار .اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني . اللهم ارزقني حُبك وحُب من ينفعني حُبّهُ عندك ، اللهم مارزقتني مما أُحبُ فاجعله قوة لي فيما تحب ، اللهم ما زويت عني مما أُحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب.