هناك نوعين من التحصينات
منها ما يتعلّق بالمكان ، ولذلك فإن المنزل إذا كان محصناً فإنه لا تقربه الشياطين ، وحتى يكون محصناً عليه أن يقرأ القرءان دائماً فيه ، وخاصة سورة البقرة فإنه لا تستطيعها البطلة ( أي السحرة ) فقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة t أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :" لا تجعلوا بيوتكم قبوراً وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ". وأقلّ التلاوة لتحصين المنزل آيتين من آخر سورة البقرة قال -صلى الله عليه وسلم- :" آيتين ختم الله بهما سورة البقرة ، فلا يقرآن في بيت ثلاث ليال فيقربها شيطان " . رواه الترمذي ؛ وفي رواية " لايقرءان في دار فيقرّ بها الشيطان ثلاث ليال " وفي صحيح البخاري " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " / وعندما يكون هناك عمار في المنزل من الجن يؤذون أصحاب البيت ، يوضع في المنزل الخطاب الذي وجهه النبي -صلى الله عليه وسلم- الى عمار منزل أبو دجانة ، حيث كان يسمع أصواتهم ويتأذى منهم فبعد أن علق هذا الخطاب سمع صريخهم وهم يعذبون وبعدها انصرفوا عنه بسبب هذا الكتاب الموجه من النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم ومضمون الخطاب :" إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين إلا طارق يطرق بخير يا رحمن ، أما بعد فإن لنا ولكم في الحق سعة ، فإن تك عاشقاً مولعاً أو فاجراً مقتحماً أو داعيا حقا مبطلا ، هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ما تمكرون " أتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا الى عبدة الأصنام والى من يزعم أن مع الله إلهاً آخر ، لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ، حم لا تنصرون ، حم عسق تغلبون ، حم والكتاب المبين ، تفرّق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، صدق الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وأما الدعاء الذي تحفظ به الممتلكات بشكل عام من الأذى والضرر فهو الدعاء الذي كان يدعو به أبو الدرداء t وقد حمى الله بيته من الحريق وهو من تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- له وهو :" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير وأنه قد أحاط بكل شيء علما أعوذ بك من شرّ نفسي ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
أما النوع الثاني من التحصينات ويتعلق بالشخص الذي يقوم بتلاوة القرءان والذكر والمواظبة على أوراد الصباح والمساء ، وهذه التحصينات لا يمكن إحصائها لكثرتها فقد دون في أعمال النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة العديد من المجلدات ، إلا أن الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار أوجز هذه الأوراد والوظائف اليومية كي يتسنى للمؤمن أن يأخذ حاجته من هذه الأوراد ، وسنذكر بعضاً منها كي نضع المستمع على أول الطريق حيث يقوم بعدها بالتوسع في إدراك عظمة هذه الأوراد
أول هذه التحصينات هي الاستعاذة بالله من الشيطان ، كما قال تعالى " وإما ينزَغنَّك من الشَّيطان نزغٌ فاستعذْ بالله إنه سميع عليم " الاعراف200 وقال تعالى :" وقل ربِّ أعوذ بك من همزاتِ الشَّياطين ، وأعوذ بكَ ربِّ أن يحضرون ". المؤمنون98
أما مواضع الاستعاذة فكثيرة ، منها إذا دخل الخلاء فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام إذا دخل الخلاء قال :" اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " رواه البخاريومسلم
ومنها إذا نزل منزلا ، ففي الحديث الذي رواه مسلم " من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق لم يضرّه شيء حتى يرتحل
ومن مواضع الاستعاذة عند الغضب ، فعن معاذ بن جبل قال " استب رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى انعرف الغضب في وجه أحدهما وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب غضبه " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ومن عوامل التحصين أيضاً " البسملة " عند القيام في كل عمل ذي بال ، ومواضعها كثيرة منها
عند ابتداء الطعام والشراب كما قال -صلى الله عليه وسلم- :" يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك
عند دخول المنزل كما ورد في الحديث :" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لامبيت لكم ولا عشاء 0000 وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بكفّ الأولاد عند إقبال الليل بعد الغروب ( أي إدخالهم الى البيوت وكفهم عن اللعب ) وأمر بذكر الله تعالى لحفظ البيوت والطعام فقال :" إذا كان جنح الليل ، أو أمسيتم –فكفّوا صبيانكم ، فغن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم ، فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئا ، وأطفئوا مصابيحكم ". رواه البخاري
ومن مواضع البسملة عند طرح الثياب كم قال -صلى الله عليه وسلم- :" ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه ، بسم الله الذي لا إله إلا هو
عند إتيان الرجل أهله: فعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضى بينهما ولد لم يضرّه شيطان أبداً"
وعند ركوب الدابة أو السيارة أو أية وسيلة نقل أخرى كما جاء في قوله تعالى :" وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " هود41
النوع الثالث من التحصينات : قراءة المعوذتين وقل هو الله أحد فعن عبد الله بن حبيب قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
آية الكرسي : ففي الصحيح عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله فذكر الحديث ، فقال (ذلك الجني) إذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي e لأبي هريرة لما حدثه بما قاله الشيطان :" أمّا إنه صدقك وهو كذوب ، ذاك الشيطان ". رواه البخاري
الحفاظ على قوله :" لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " ففي الصحيح عن أبي هريرة عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" من قال لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك
الحفاظ على الصلوات وخاصة الجماعة ، تجعل المسلم في مأمن من الشيطان وتلاعبه به كم ورد في الحديث فعن أبي الدرداء t قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :" ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
الوضوء فإنه من نام على وضوء حرس من الملائكة كما ورد في الحديث :" طهروا هذه الأجساد طهركم الله ، فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً ، إلا بات معه في شعاره ملك ، لاينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً
وكذلك الوضوء يطفيء الغضب ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" إن الغضب من الشيطان وان الشيطان من النار ، وإنما تطفىء النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
ذكر الله عز وجل بشكل عام ، كما جاء على لسان عيسى عليه السلام :" فإنه مثل من يذكر الله تعالى كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعاً ، حتى أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى
الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنه من كان في صلاة على النبي فهو في أمان الله وحرزه كنفه ، لأن الله يصلي عليه وما أعظمها الصلاة من الله على العبد فهي رحمة ورضوان وبركات ، قال -صلى الله عليه وسلم- :" من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم ، وقد جاء جبريل الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال إن الله بعثني إليك أبشرك أنه ليس أحد من أمتك يصلّي عليك إلا صلى الله عليه وملائكته بها عشرا ، وأذكر قصة في هذا الباب ، يقول العارف ابن عباد في كتابه المفاخر العلية في المآثر الشاذلية قال أبو الحسن الشاذلي t :" كنت في سياحتي فبتّ ليلة في موضع كثير السباع فجعلت السباع تهمهم عليّ ، فجلست على ربوة عالية وقلت والله لأصلين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال من صلى عليّ مرّة صلى الله عليه بها عشرا ، فإذا صلى الله على عشرا أبيت في أمن الله ، ففعلت ذلك فلم أخف شيئاً
فهذا غيض من فيض قدمناه للإخوة المستمعين ، أما من أراد أن يستزيد من هذه الأدعية والأوراد والتحصينات فليراجع كتا الأذكار للإمام النووي رحمه الله تعالى
المصدر: مقتبس من (الشيخ) سعد اللة السباعى
منها ما يتعلّق بالمكان ، ولذلك فإن المنزل إذا كان محصناً فإنه لا تقربه الشياطين ، وحتى يكون محصناً عليه أن يقرأ القرءان دائماً فيه ، وخاصة سورة البقرة فإنه لا تستطيعها البطلة ( أي السحرة ) فقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة t أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :" لا تجعلوا بيوتكم قبوراً وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ". وأقلّ التلاوة لتحصين المنزل آيتين من آخر سورة البقرة قال -صلى الله عليه وسلم- :" آيتين ختم الله بهما سورة البقرة ، فلا يقرآن في بيت ثلاث ليال فيقربها شيطان " . رواه الترمذي ؛ وفي رواية " لايقرءان في دار فيقرّ بها الشيطان ثلاث ليال " وفي صحيح البخاري " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " / وعندما يكون هناك عمار في المنزل من الجن يؤذون أصحاب البيت ، يوضع في المنزل الخطاب الذي وجهه النبي -صلى الله عليه وسلم- الى عمار منزل أبو دجانة ، حيث كان يسمع أصواتهم ويتأذى منهم فبعد أن علق هذا الخطاب سمع صريخهم وهم يعذبون وبعدها انصرفوا عنه بسبب هذا الكتاب الموجه من النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم ومضمون الخطاب :" إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين إلا طارق يطرق بخير يا رحمن ، أما بعد فإن لنا ولكم في الحق سعة ، فإن تك عاشقاً مولعاً أو فاجراً مقتحماً أو داعيا حقا مبطلا ، هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ما تمكرون " أتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا الى عبدة الأصنام والى من يزعم أن مع الله إلهاً آخر ، لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ، حم لا تنصرون ، حم عسق تغلبون ، حم والكتاب المبين ، تفرّق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، صدق الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وأما الدعاء الذي تحفظ به الممتلكات بشكل عام من الأذى والضرر فهو الدعاء الذي كان يدعو به أبو الدرداء t وقد حمى الله بيته من الحريق وهو من تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- له وهو :" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير وأنه قد أحاط بكل شيء علما أعوذ بك من شرّ نفسي ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
أما النوع الثاني من التحصينات ويتعلق بالشخص الذي يقوم بتلاوة القرءان والذكر والمواظبة على أوراد الصباح والمساء ، وهذه التحصينات لا يمكن إحصائها لكثرتها فقد دون في أعمال النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة العديد من المجلدات ، إلا أن الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار أوجز هذه الأوراد والوظائف اليومية كي يتسنى للمؤمن أن يأخذ حاجته من هذه الأوراد ، وسنذكر بعضاً منها كي نضع المستمع على أول الطريق حيث يقوم بعدها بالتوسع في إدراك عظمة هذه الأوراد
أول هذه التحصينات هي الاستعاذة بالله من الشيطان ، كما قال تعالى " وإما ينزَغنَّك من الشَّيطان نزغٌ فاستعذْ بالله إنه سميع عليم " الاعراف200 وقال تعالى :" وقل ربِّ أعوذ بك من همزاتِ الشَّياطين ، وأعوذ بكَ ربِّ أن يحضرون ". المؤمنون98
أما مواضع الاستعاذة فكثيرة ، منها إذا دخل الخلاء فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام إذا دخل الخلاء قال :" اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " رواه البخاريومسلم
ومنها إذا نزل منزلا ، ففي الحديث الذي رواه مسلم " من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق لم يضرّه شيء حتى يرتحل
ومن مواضع الاستعاذة عند الغضب ، فعن معاذ بن جبل قال " استب رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى انعرف الغضب في وجه أحدهما وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب غضبه " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ومن عوامل التحصين أيضاً " البسملة " عند القيام في كل عمل ذي بال ، ومواضعها كثيرة منها
عند ابتداء الطعام والشراب كما قال -صلى الله عليه وسلم- :" يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك
عند دخول المنزل كما ورد في الحديث :" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لامبيت لكم ولا عشاء 0000 وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بكفّ الأولاد عند إقبال الليل بعد الغروب ( أي إدخالهم الى البيوت وكفهم عن اللعب ) وأمر بذكر الله تعالى لحفظ البيوت والطعام فقال :" إذا كان جنح الليل ، أو أمسيتم –فكفّوا صبيانكم ، فغن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم ، فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئا ، وأطفئوا مصابيحكم ". رواه البخاري
ومن مواضع البسملة عند طرح الثياب كم قال -صلى الله عليه وسلم- :" ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه ، بسم الله الذي لا إله إلا هو
عند إتيان الرجل أهله: فعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضى بينهما ولد لم يضرّه شيطان أبداً"
وعند ركوب الدابة أو السيارة أو أية وسيلة نقل أخرى كما جاء في قوله تعالى :" وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " هود41
النوع الثالث من التحصينات : قراءة المعوذتين وقل هو الله أحد فعن عبد الله بن حبيب قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
آية الكرسي : ففي الصحيح عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله فذكر الحديث ، فقال (ذلك الجني) إذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي e لأبي هريرة لما حدثه بما قاله الشيطان :" أمّا إنه صدقك وهو كذوب ، ذاك الشيطان ". رواه البخاري
الحفاظ على قوله :" لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " ففي الصحيح عن أبي هريرة عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" من قال لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك
الحفاظ على الصلوات وخاصة الجماعة ، تجعل المسلم في مأمن من الشيطان وتلاعبه به كم ورد في الحديث فعن أبي الدرداء t قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :" ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
الوضوء فإنه من نام على وضوء حرس من الملائكة كما ورد في الحديث :" طهروا هذه الأجساد طهركم الله ، فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً ، إلا بات معه في شعاره ملك ، لاينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً
وكذلك الوضوء يطفيء الغضب ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" إن الغضب من الشيطان وان الشيطان من النار ، وإنما تطفىء النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
ذكر الله عز وجل بشكل عام ، كما جاء على لسان عيسى عليه السلام :" فإنه مثل من يذكر الله تعالى كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعاً ، حتى أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى
الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنه من كان في صلاة على النبي فهو في أمان الله وحرزه كنفه ، لأن الله يصلي عليه وما أعظمها الصلاة من الله على العبد فهي رحمة ورضوان وبركات ، قال -صلى الله عليه وسلم- :" من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم ، وقد جاء جبريل الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال إن الله بعثني إليك أبشرك أنه ليس أحد من أمتك يصلّي عليك إلا صلى الله عليه وملائكته بها عشرا ، وأذكر قصة في هذا الباب ، يقول العارف ابن عباد في كتابه المفاخر العلية في المآثر الشاذلية قال أبو الحسن الشاذلي t :" كنت في سياحتي فبتّ ليلة في موضع كثير السباع فجعلت السباع تهمهم عليّ ، فجلست على ربوة عالية وقلت والله لأصلين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال من صلى عليّ مرّة صلى الله عليه بها عشرا ، فإذا صلى الله على عشرا أبيت في أمن الله ، ففعلت ذلك فلم أخف شيئاً
فهذا غيض من فيض قدمناه للإخوة المستمعين ، أما من أراد أن يستزيد من هذه الأدعية والأوراد والتحصينات فليراجع كتا الأذكار للإمام النووي رحمه الله تعالى
المصدر: مقتبس من (الشيخ) سعد اللة السباعى